10 أبريل 2024

أجواء فرحة العيد تغمر الجالية المسلمة في فرنسا رغم ظروف الغربة

عربية ودولية
  • QNA Images
  • QNA Images

باريس في 10 أبريل /قنا/ تستقبل الجالية المسلمة في فرنسا عيد الفطر المبارك في أجواء تسودها الفرحة وتغمرها المحبة والإخاء، وتحرص على إحياء طقوسه الاجتماعية المعتادة.

ورغم ظروف الغربة والبعد عن الأهل والأحباب، واختلاف عادات وتقاليد أبناء الجاليات المسلمة كل حسب بلده الأصلي، تبرز مظاهر العيد جلية، خاصة في الأحياء الباريسية الشعبية ذات الغالبية المسلمة، حيث تمتلىء المساجد عن آخرها في صلاة العيد، ويكثر التزاور والمعايدات والتضامن وتبادل أطباق الطعام وحلويات العيد، في تعبير واضح عن التشبث بروح الأصالة العربية والإسلامية التي توحد الجميع.

ومثل غالبية الدول الإسلامية تتميز مراسم الاحتفال بعيد الفطر المبارك في باريس وفرنسا عموما باسترجاع العادات والتقاليد والطقوس نفسها لمثل هذه المناسبات الدينية الرمزية والمميزة، حيث يجتمع المصلون بعد الانتهاء من صلاة العيد في ساحات المساجد، ويتبادلون التهاني والتحايا والهدايا، ويعبرون عن فرحتهم بالصيام ونيل الأجر والثواب، كما يحرصون على تقاسم وتذوق بعض الحلويات والمأكولات والمشروبات في مشاهد جميلة وعجيبة من التكافل والتآخي تبرز عمق التضامن والروح الإنسانية للدين الإسلامي.

أما الأطفال فيحتفلون بالعيد بلباسهم الجديد وألعابهم وهداياهم، ويطوفون على البيوت مرددين أغاني وأناشيد حول أجواء عيد الفطر المبارك.

وتشهد مناطق بلفيل وكورون وبرباس ومونتراي وكاتر شومان وسان دوني ذات الغالبية المسلمة أجواء خاصة وإقبالا كبيرا ومكثفا قبل العيد وخلاله، حيث يكثر المتسوقون والزوار في هذه المناطق، طلبا لمستلزمات العيد وحاجياته من حلويات ومشروبات وملابس وهدايا خاصة بمثل هذه المناسبة الدينية المقدسة.

في حين تتفنن بعض العوائل المسلمة رغم ظروف الغربة في تحضير الحلويات الخاصة التي لا تحلو موائد العيد من دونها على غرار "الغريبة" و"المقروض" و"البقلاوة" و"الكعك" و"قرن الغزال" و"المحنشة" و"قلب اللوز".

وتحرص عوائل أخرى على الانتقال خصيصا من عدة مدن مجاورة إلى باريس؛ لكي تشتري هدايا وملابس العيد، التي تتميز بروحها الإسلامية، وتحافظ على روح العادات والتقاليد الأصيلة، ويشهد سوق "كورون" المختص في بيع الملابس التقليدية والكتب الدينية والبخور والهدايا، ذروة الحركة والإقبال قبل ثلاثة أيام من حلول عيد الفطر.

وفي هذا الصدد أشار عبدو ربيع اليافعي (49 عاما) المهاجر من أصول يمنية، الذي كان يتجول في سوق كورون، إلى أنه يعيش أجواء العيد في باريس للعام الثاني على التوالي، ويحاول التأقلم مع هذا الواقع الجديد رغم حنينه إلى أجواء العيد في بلده الأصلي اليمن.

وقال في معرض حديثه مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": "الأجواء الجميلة للتضامن والتكافل والتحابب التي لمستها بين أبناء الجاليات المسلمة في عيد الفطر المبارك وبقية الأعياد والمناسبات الدينية، هي التي تهون علي غربتي وحنيني إلى بلدي، وتشعرني بأصالة هويتي العربية الإسلامية وفخر الانتماء إليها".

من جانبه، قال التاجر عبد الستار البناني (52 عاما): أجواء العيد في حي بلفيل لا تختلف في شيء عن أجواء العيد في أي بلد عربي، حيث يكون الإقبال كبيرا من قبل الجالية العربية الإسلامية على الحلويات المغاربية والمشرقية التي تتميز وتشتهر محلات هذه المنطقة ببيعها، خاصة بجودتها وسعرها المقبول.

أما أم مرتضى (50 عاما)، المهاجرة من أصول مصرية، فعبرت عن أن فرحتها بقدوم عيد الفطر المبارك هذه السنة كانت منقوصة، في ظل ما يعيشه "إخوتنا في غزة وأهلنا في فلسطين، من جوع وتشريد وتهجير في ظل ظروف الحرب القاسية".

وأكدت لـ "قنا" أن العيد الحقيقي هو حين تنتهي الحرب وينعم الأطفال والنساء والشيوخ في غزة وفلسطين بالسلام، محاطين بأقاربهم وذويهم.

ولا يعد عيد الفطر المبارك من قبل العوائل والجاليات المسلمة في فرنسا مجرد مناسبة دينية، بل فرصة مهمة وفريدة للتضامن والتزاور والمعايدات والعودة إلى الأصول والأصالة، وتجديد الروابط الأسرية وصلة الرحم، وتعزيز الروابط مع الثقافة العربية والإسلامية، خاصة للأجيال الجديدة في الغربة.

وفي هذا السياق، قالت أمينتا توري (42 عاما)، المهاجرة من أصول مالية: "نحرص على إيلاء الجانب الروحي والرمزي لعيد الفطر المبارك الأهمية القصوى، من خلال حضور صلاة العيد مع أبنائي وزوجي وعائلتي، والاحتكاك والتحاور مع بقية أبناء الجالية المسلمة، وهذه الأجواء المميزة تشعرني بسعادة وفرحة مضاعفة".

وختمت حديثها مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" بأنها تقوم بعد صلاة العيد بتحضير أكلة "التياب" (أرز بلحم الدجاج والخضراوات) المالية التقليدية، بالإضافة إلى عصير "البيساب"، وتذهب مع أبنائها إلى منزل والديها لتعيش أجواء العيد مع إخوتها وعائلتها.

جدير بالذكر أن عدد المسلمين في فرنسا بلغ نحو 5 ملايين، حسب آخر أرقام رسمية صدرت عام 2018، لكن الرقم اليوم يتجاوز 6 ملايين ونصف المليون مسلم، خاصة إذا أضفنا إليهم المسلمين الذين هم من دون أوراق إقامة.


الكلمات المفتاحية

عام, دولية, دول العالم, فرنسا
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق